كتب يحيى محمد:
مصر هى أكبر البلدان العربية وهى العمود الفقرى للمنطقة كلها، ولكن الإنفجار السكانى يضفى عليها حجما أكبر من المسؤلية والالتحديات.
فبالرغم من أن التعداد السكانى كان كبيرا إلا أنه لم يكن من المتوقع يوما أن يقترب العدد قرابة ال90 مليون مواطن يحتاجون لعمل وسكن وعلاج وتعليم........
عندما تحمل الرئيس مبارك المسؤلية فى لحظة فارقة من الوطن وبعد جريمة إغتيال أثمة قام بها مجموعة من الموتورين فكريا ، لم يكن لديه سابق إنذار أو إعداد ولكنه القدر وحده.
كانت البنية التحتية معدومة للبلد ، كان الناس يعيشون بلا هدف أو مستقبل يفكرون فيه ، كان الصعيد مردوما ومنسيا بل كان الناس لا يفكرون ولا يتعلمون ولا يعملون لغد ، رضوا بمساكن من الطين ولقيمات قليلات تذهب جوعهم ، ربما كان (المش) هو لحوم هذا الزمان حتى من كان يسافر إللى (القاهرة أو الإسكندرية) كان هدفه أن يرجع بثوب جديد لكى يهلل له الناس ثم يحافظ عليه بعد ذلك دهرا من السنين .
أنا لا أقول كلاما إنشائيا ولا أدعى أنى عاصرت كثيرا مما اقول ولكن هذا ما عرفته ممن هو أكبر سنا .
كانت هذه البلد الكبيرة فى خضم مشاكل خارجية ، لم تنته الحرب الباردة مع إسرائيل بعد ، ولم تستكمل السيادة على سيناء .
هذا بالإضافة إلى وضع مصر العربى والمقاطعة العربية وخروج الجامعة العربية منها لتصبح مصر بلدا معزولا تبحث عن حقوقها بمفردها .
كان التحدى الداخلى للسيد الرئيس مبارك أن يقوم بإصلاح إقتصاد البلد من ناحية بالإضافة لإصلاح الجوانب المعيشية للمواطنين من ناحبة أخرى بالإضافة لإصلاح البنية التحتية المعدومة للبلد من ناحية ثالثة .
أى أنه فى مواجهة ثلاث تحديات متصارعة على موارد الميزانية المعدومة وقتها ، بالإضافة للتحديات الخارجية والخطيرة .
فبدأ بقضية سيناء والسيادة المصرية عليها ، وإصلاح الإقتصاد وإصلاح البنية التحتية ، وتحسين علاقات مصر الخارجية.
ولأن الدولة كانت معدومة الموارد ولا تستيع أن تصلح الإقتصاد والبنية التحتية فى نفس الوقت الذى يحتاج فيه شعب كبير يحتاج لرفع الحالة المعيشية له .
فكانت مصالحة الإخوة العرب بفائدة عظيمة ونفع كبير حيث فتحت أسواق العمل لعشرات الملايين من المصريين الذين خرجوا وأتو بعملة صعبة وشيدة المبانى وامتلك الفقراء للعقارات والمشاريع ومنهم من اكتفى بمعيشة حسنة وتعليم الأولاد ومنهم من بحث فى ما هو أبعد فأقام المشاريع التى تعود عليه وعلى البلد بالنفع العظيم وتشغل الأيدى العاملة ، كل ذلك لم يكن بالمقدور لولا العلاقة الطيبة التى وفرها السيد الرئيس محمد حسنى مبارك مع الإخوة العرب.
واستطاعت البلد ان توفر لنفسها جزئا من مواردها ووقتها لبناء البلد .
أيضا من إنجازاته أنه استطاع أن يبنى فى فترة الثلاثين عاما بنية تحتية من مدارس ومستشفيات وجامعات واستصلاح أراضى وشق طرق ورصف وكم هائل من الكبارى والإنفاق وخطوط النتروا .............إلخ
كل هذه المشاريع والبنية التحتية لم تكن الدولة لتستطيع أن تنفذ الجزء القليل منها من مواردها الضعيفة لولا أن السيد الرئيس قام بتحسين الوضع الإقتصادى والسياسى لمصر واللعلاقات الخارجية فنجح فى الحصول على الدعم المناسب لبناء هذه البلد من شرقا لغربها من شمالها لجنوبها لثقة الممول فى أن الإقتصاد المصرى أصبح جيدا وأن البلد يمكنها سداد الديون بانتظام ، بل اصبح هناك دعم من بعض الحكومات والشعوب الصديقة فى بعض المشاريع التى كانت تمولها هذه الحومة كأن تجعل الحكومة جزءا من المشروع كدين طويل الأجل والجزء الأخر منحة لا ترد .
وللأمانة لولا هذه الأساليب ما كان لهذه البلد أن تصل لهذه البنية التحتية فى أضعاف هذه المدة من الزمن ولكن حكمة السيد الرئيس مبارك ساعدت فى إنجاز هذا الكم الكبير من المشاريع ، ولأن المرء لا يعرف فى زمانه فإن الكم الهائل من هذه المشاريع لا يعلمها عامة الناس وأصبح الإعلام يهون من قدرها لكى يضلل الرأى العام وتنحصر فى مجموعة من الكبارى!